الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014
9:47 ص

قصور الاسكندريه

تحتوي الإسكندرية على العديد من القصور الفخمة أشهرها وأهمها 

قصر المنتزه 

شيده والي مصر محمد علي باشا ليكون مقراً صيفياً لأسرته لقضاء أشهر الصيف، وأطلق عليه "قصر المنتزه"، وقد ظل القصر مقر الاصطياف للأسرة الملكية حتى جلوس الملك فاروق على عرش مصر.. وتكمن روعة القصر في موقعه الفريد علي شاطئ الإسكندرية حيث بُني فوق هضبة مرتفعة تحوطه الحدائق والغابات على مساحة 370 فداناً، كما تجمع عمارته بين الطرازين الفرنسي والعثماني الإسلامي، وتشمل الحدائق أحواضا للزهور والنباتات والأشجار وملاعب وحديقة للأطفال ومسرحاً صيفياً ومركزاً للرياضيات البحرية 

يتكون القصر من عدة مباني وهو أحد القصور الملكية السابقة ويضم متحفاً للمقتنيات الملكية، ومن المعالم الأثرية الباقية في قصر المنتزه برج الساعة الشهير، وكشك الشاي الذي بُني على الطراز الروماني والمطل على شاطئ البحر المتوسط ليتناول فيه الملك وحاشيته "شاي العصاري" ومناقشة أمور الحكم، بالإضافة إلى سينما الأميرات المجاورة لقصر الملك، وهي عبارة عن حديقة غناء مسورة وبها حائط كبير مجهز لعرض أفلام السينما العالمية لتسلية الأميرات 

ويتبع قصر المنتزه قصران آخران يشبهانه في الطراز والمعمار النادر أولهما قصر "الحرملك" الذي كان يقيم فيه حريم الملك ونساء الحاشية التابعة للأسرة الملكية، والذي تحول الطابق الأول فيه إلى كازينو عالمي والطابقان الثاني والثالث إلى فندق فاخر أما قصر "السلاملك" فقد بُني ليقيم فيه رجال الحاشية الخاصة بالملك، ثم تحول إلى فندق خمس نجوم لما فيه من فخامة وأبهة وأثاث ملكي، وتابلوهات تحمل ذكريات الأسرة الملكية السابقة وتحف وثريات فاخرة، وأجنحة ملكية تليق بنزلائه من الدرجة الأولى، وهو يحتوي على شاطئ خاص ومركز لرجال الأعمال وقاعات للاجتماعات وحديقة كبيرة ومحال للتسوق وبازارات، كذلك تتفاوت غرفه بين المفردة والمزدوجة والأجنحة الفخمة التي تتفاوت في أسعارها 

قصر أنطونيادس 

يقع بداخل حدائق أنطونيادس شرق مدينة الإسكندرية. ترجع تسمية القصر بهذا الاسم إلى صاحبه البارون اليوناني "جون أنطونيادس"، الذي عاش بالإسكندرية وكان من أشهر تجار الأقطان فيها، وفي عام1860، عهد إلى الفنان الفرنسي "بول ريتشارد" بتطوير حدائق قصره ليكون بمثابة نسخة مصغرة من قصر فرساي وحدائقه بباريس، حيث تبلغ مساحته حوالي 45 فداناً، وفي عام 1918 آل القصر وحدائقه إلى بلدية الإسكندرية تنفيذاً لوصية صاحبه الذي توفي في عام 1895 

كان القصر في بدايته عبارة عن فيلا وسط الحدائق إلى أن زاره الخديوي توفيق فأصدر مرسوم لتحويله إلى قصر.. ويتكون القصر من طابقين يشتملان على العديد من الغرف بالإضافة إلى البدروم وغرف الخدمات المقامة على سطحه.. وفى عهد الملك فؤاد خُصص الطابق السفلى كصالات للاستقبال وقاعة للطعام كما يضم المكتب والمكتبة.. أما الطابق العلوي فقد قُسم إلى جناحين للنوم يضم الجناح الأول مكان للنوم خاص بالملك والأخر خاص بالملكة يتوسطهما قاعة لتناول طعام الإفطار وملحق بكل مكان خاص منهما غرفة لتغير الملابس.. كما يضم هذا الجناح من الجهة القبلية أربعة غرف للأميرات يمكن من خلالها مشاهدة تمثال "فينوس" الذي ثُبتت بإحدى يديه مرآة عاكسة تعكس ضوء الشمس عند الشروق لتضئ غرف الأميرات.. أما الجناح الأخر فهو مخصص لنوم الضيوف 

يزين أركان الواجهة الأمامية للقصر أربعة تماثيل من الرخام تمثل الفصول الأربعة.. ويطل من الجهة الشمالية على الحديقة الأمامية من خلال تراس كبير حيث يُشاهد منه جانب كبير من الحدائق وكذلك الصوبة الملكية.. كما يطل من الجهة الجنوبية من خلال تراسه على الحديقة {حديقة الشاي}، وللقصر مدخل من الجهة الجنوبية يزدان جانباه بأسدين مصنوعين من المرمر الخالص 

شهد القصر العديد من الأحداث التاريخية المهمة منها توقيع معاهدة الجلاء عام 1936بين مصر وبريطانيا، والاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1944 واختيار مصر مقراً لها، كما عقد أول اجتماع للجنة غوث اللاجئين، وأول لجنة أوليمبية في مصر، كما أقام بالقصر بعض ملوك أوروبا في عهد الملك فاروق وعهد الثورة بعد ذلك 

قصر رأس التين 

يُعد القصر من أقدم القصور الموجودة في مصر والإسكندرية، وتعود أهميته التاريخية إلى أنه القصر الوحيد الذي شهد وعاصر قيام أسرة محمد على في مصر والتي استمرت نحو مائة وخمسين عاماً، وهو نفس القصر الذي شهد غروب حكم الأسرة العلوية عن مصر عندما شهد خلع الملك السابق فاروق وشهد رحيله منه على ظهر اليخت الملكي المحروسة من ميناء رأس التين 

بدأ محمد علي في بناء قصر رأس التين عام 1834، وقد تم الاستعانة في بنائه وإصلاحه فيما بعد بمهندسين أجانب، حيث استغرق بناؤه أحد عشر عاماً، لينتهي بناءه في عام 1845، غير أن أعمالاً تكميلية وإنشاء أجنحة إضافية ظلت قائمة به إلى عام 1847حيث تم افتتاحه رسمياً 

تم بناء القصر على الطراز الأوروبي على شكل حصن في أول الأمر، وكان في مكانه أشجار التين التي كانت موجودة بوفرة في تلك المنطقة، ولذلك سمي قصر رأس التين، وظل القصر من أهم القصور الملكية، حيث كان مقراً صيفياً للحكام على مر العصور ينتقلون إليه كل عام خلال فصل الصيف. غير أنه لا يوجد من القصر القديم حالياً سوى الباب الشرقي الذي أُدمج في بناء القصر الجديد، والذي يتكون من 6 أعمدة جرانيتية تعلوها تيجاناً مصرية تحمل عتباً به سبعة دوائر على هيئة كرون من النحاس كتب بداخلها بحروف نحاسية آية قرآنية وكلمات مأثورة عن العدل، ويكتنف هذا العتب من طرفيه تمثالا أسدين، وتتوسطهما كتلة رخامية بها طيور ودروع ونسران متقابلان 

وقد أُعيد بناء قصر رأس التين في عصر الملك فؤاد على طراز يتمشى مع روح العصر الحديث، وأصبح مشابهاً لقصر عابدين ولكنه أصغر منه، وهو يتكون من 

الدور الأول العلوي؛ وأهم ما يوجد فيه بعد الصعود من سلم التشريفات (الصالونان الملحقان) بقاعة العرش، ثم قاعة العرش الفسيحة الفخمة والتي كانت تسمى قاعة الفرمانات، ثم طرقة موصلة إلى قاعة الولائم الرئيسية، ثم حجرة المائدة والقاعة المستديرة المقفلة الأبواب، وهي تضاء صناعياً ومملؤة بنقوش وحليات موزعة بين أرجائها الفسيحة، وفي جناح الملك فاروق يوجد الحمام الخاص به وهو صورة طبق الأصل من حمام عابدين، وحجرة النوم وحجرة المكتب ثم صالون النظارة، ثم بعد ذلك نجد الصالون الكبير الفخم وبه (شرفة كبيرة) تطل على ميناء المحروسة، ثم قاعة الطعام الصغرى 

أما الدور الأرضي؛ فيوجد به صالون الحرملك وأجنحة الخدم والحاشية، ثم القاعة المستديرة حيث وقع الملك السابق فاروق وثيقة تنازله عن العرش 

البدروم؛ ففيه الصالة المستديرة الثالثة التي توصل إلى السلم الموصل إلى مرسى الباخرة المحروسة. والى جوار القصر محطة السكك الحديدية الخاصة التي تصل إلى داخل القصر، والتي كانت مخصصة لانتقالات الملك السابق فاروق

0 التعليقات:

إرسال تعليق