الاثنين، 22 ديسمبر 2014
9:45 ص

علم مصر عبر العصور

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته 
أعزائي متابعي بنوته مصرية 
نرحب بكم في جوله حول تاريخ ومواصفات أهم قطعه قماش في تاريخ البلاد 
علم مصر 

تطوّر شكل العلم المصري وألوانه مع اختلاف العصور والأنظمة الحاكمة للبلاد.

تاريخ العلم المصري 

بعد إنهيار الوحدة السياسية الأولى لمصر عام 4242 قبل الميلاد، قسمت البلاد ما بين حكومتين، واحدة في مصر السفلى وتعرف بمملكة الشمال، والأخرى في مصر العليا وتعرف بمملكة الجنوب. واتخذت مملكة الشمال زهرة البردي شعاراً لهم على رايتهم، كذلك اتخذت حكومة الجنوب زهرة اللوتس شعاراً لهم. وبعد توحيد القطرين النهائي على يد الملك نعرمر عام 3200 قبل الميلاد، اتخذت كل أسرة حاكمة أو كل فرعون علماً خاصة به أثناء فترة الحكم.
وبعد غروب شمس دولة البطالمة، أصبح علم مصر في العام 30 قبل الميلاد هو نفسه علم الإمبراطورية الرومانية حتى انقسامها عام 395، وانضمت مصر من حينها للإمبراطورية البيزنطية وأصبح علم مصر هو علمها، حتى الفتح الإسلامي لمصر عام 639 في عهد الخلافة الراشدة وكان علمها أسود اللون. وبعد مقتل آخر الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب، قامت الدولة الأموية وورثت دولة الخلافة الراشدة، واتخذت راية بيضاء كعلم للدولة الجديدة وبالضرورة أصبح علماً لمصر كأحد أقاليمها عام 661 وحتى عام 750 عندما أصبحت مصر تابعة للدولة العباسية، والتي اتخذت كذلك راية سوداء اللون.
وبعد قيام الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا، ضمت مصر إليها وانتزعتها من الدولة العباسية؛ واتخذت القاهرة عاصمة لها، ورفعت رايتها الخضراء كعلماً للدولة منذ عام 969 حتى 1171 عام سقوطها على يد الأيوبيين الذين أرجعوا مصر مرة أخرى لتبعية الدولة العباسية، ولكن اتخذوا علماً خاصاً لمصر أصفر اللون وسار على دربهم المماليك من بعدهم حتى عام 1517، وهو عام استيلاء العثمانيين على القاهرة. ومنذ ذلك الحين أصبحت مصر ولاية عثمانية ويُرفع فيها علم الدولة العثمانية المكوّن من راية حمراء بها هلال ونجمة سداسية لونهما أبيض.


العلم أثناء حكم الأسرة العلوية (1805 - 1953)

محمد علي باشا أثناء استعراض القوات البحرية المصرية، وأحد حراسه يرفع العلم المصري الأحمر ذو الهلال والنجمة الخماسية.
أثناء حكم محمد علي كان العلم المصري هو نفس العلم العثماني ولكن بنجمة خماسية لتمييزه عن العلم العثماني. ويبدو أن هذا النجم مستمد عن الشكل الذي عرفه المصريون منذ عصور حضارتهم القديمة. وكان هذا الفارق في عدد أطراف النجمة هو الوسيلة الوحيدة في التمييز بين سفن الأسطولين المصري والعثماني أثناء حصار الأساطيل الأوروبية المساندة للعثمانيين ضد محمد علي للموانئ المصرية.
بالإضافة إلى ذلك صنع محمد علي لفرق الجيش أعلامها الخاصة، وكانت أعلاماً من الحرير الأبيض طرزت عليها آيات من القرآن الكريم وأرقام الآيات بالقصب. وكانت من مظاهر اهتمام محمد علي بالعلم إصداره «وثيقة العَلَم» التي كانت تُتْلى عند تسلّم كل آلاي من آلايات الجيش لعلمه.

بعد تولي الخديوي إسماعيل حكم مصر، غيّر علم محمد علي في عام 1867 واستبدل به علماً أحمر ذا ثلاثة أهلة بيضاء أمام كل منها نجم أبيض ذو خمسة أطراف وكانت هذه الأهلة والنجوم الثلاثة ترمز إلى مصر والنوبة والسودان، أو إلى انتصارات الجيوش المصرية في عهد محمد علي في القارات الثلاث (أفريقيا وأوروبا وآسيا). واستمر هذا العلم مستخدماً في مصر إلى عام 1882. وعندما احتلت بريطانيا البلاد عام 1882، اتخذ علم محمد علي علماً رسمياً لمصر ثانية حتى عام 1914.
وفي عام 1914، أعلنت الحماية البريطانية على مصر، وأنهي ارتباطها بالدولة العثمانية، وأُعلِن قيام السلطنة المصرية، وقد استدعت هذه التغييرات السياسية اختيار علم خاص لمصر، فأعيد علم الخديوي إسماعيل مرة أخرى كعلم رسمي للسلطنة حتى عام 1923.
كان علم الخديوي إسماعيل هو الذي خرجت تحته الجماهير في ثورة 1919، والذي لف نعوش آلاف الشهداء الذين سقطوا في الثورة برصاص البريطانيين. وقد أفرزت ثورة 1919 -إلى جانب العلم المصري الرسمي- العلم الذي حمل هلالاً يعانق صليباً، والذي أصبح رمزاً لثورة 1919 التي كان شعارها ”الدين لله والوطن للجميع“.
بعد إعلان تصريح 28 فبراير وتخلّص مصر من الحماية البريطانية رسمياً، أُعلن قيام المملكة المصرية، واُختير علماً جديداً مشابه للعلم الذي حُمل في ثورة 1919، وعُرف باسم العلم الأهلي،وهو العلم الأخضر ذو الهلال الأبيض والنجوم الثلاثة داخله. وقد اعتمد بحسب القانون رقم 47 في 10 ديسمبر 1923.
وكان اللون الأخضر في العلم يرمز إلى خضرة وادي النيل ودلتاه، ويرمز كذلك للإسلام الذي يدين به أغلبية المصريين. بينما النجوم الثلاثة تشير للأجزاء الثلاثة التي تتكون منها المملكة المصرية وهي مصر والنوبة والسودان، أو ديانات أهل مصر الثلاث وهي الإسلام والمسيحية واليهودية. وتحت هذا العلم خاض الشعب المصري كل معاركه ضد الاحتلال البريطاني بعد ثورة 1919، فهو العلم الذي رفعه أبناء الشعب في مظاهراتهم، ورفعه الطلبة والعمال في سنة 1946 ولف نعوش شهداء معارك قناة السويس ضد البريطانيين خلال عاميّ 1951 و1952.

العلم في عصر الجمهورية (1953 - الآن)

بعد انتهاء الملكيه في عام 1952، رُفع علم التحرير أو علم الضباط الأحرار لكونه رمزاً للثورة. وقد استخدم لأول مرة في الاحتفال بمرور 6 أشهر على حركة الجيش كعلم لمجلس قيادة الثورة. وكان استخدامه غير رسمي بجانب العلم الأهلي الأخضر حتى بعد إعلان قيام جمهورية مصر وإلغاء الملكية عام 1953. وهو علم ذو ثلاثة ألوان:
الأحمر: يرمز إلى دم الشهداء في سبيل التحرر عبر العصور.
الأبيض: يرمز إلى العهد الجديد أو السلام والتحرير والرخاء.
الأسود: يرمز إلى العهد البائد والإستعمار وأعداء الثورة.
يتوسط المستطيل الأبيض نسر صلاح الدين، وهو نفسه النسر المنقوش داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة والذي كان يتخذه شعاراً للدولة الأيوبية. وهو نسر عريض الشكل؛ أضيف له درع دائري أخضر يحوى هلالاً أبيض اللون وثلاثة نجوم يرمز للعلم الأهلي، وتم نقش النسر في قاعة مجلس الأمة الذي أصبح الآن مجلس الشعب وضربت العملات المعدنية وعليها نقش هذا النسر العريض.

كانت هناك اقتراحات لتغيير العلم بعد أن أصبحت مصر جمهورية، لذلك صدرت كثير من الاقتراحات (كما بالأسفل) والتي لم تُنفذ بسبب قيام الجمهورية العربية المتحدة عام 1958 والذي أُعلن فيه قيام الوحدة مع سوريا.

عقب إعلان الوحدة بين مصر وسوريا تغير اسم ”جمهورية مصر“ إلى الجمهورية العربية المتحدة وأصبح الإقليم الجنوبي يشير إلى مصر، والإقليم الشمالي يشير إلى سوريا واستبدل العقاب في العلم إلى نجمتين خماسيتين خضراوين إشارة إلى مصر وسوريا.وظل العلم المصري كذلك حتى بعد الانفصال 1961. وإن ظل العقاب المطور المماثل للحالي هو ختم الدولة وشعارها ونقش عملاتها النقدية والتذكارية، واختلف محتوى درعه فقط ليحمل علم مصر طولياً ويتوسطه النجمتان الخضراوان الخماسيتان. ومع تحول هذا العلم إلى علم لدولة الوحدة أصبح علماً تقتبسه كثير من الدول العربية، وأصبح علماً منافساً لعلم الثورة العربية الكبرى ذو الألوان الثلاثة الأخضر والأبيض والأسود، والذي اشتقت منه بعض دول المشرق العربي أعلامها.
بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970 وتولى نائبه محمد أنور السادات الحكم؛ اتفق مع رؤساء ليبيا وسوريا على إقامة اتحاد الجمهوريات العربية مع توحيد العلم للجمهوريات الثلاثة عام 1971،لذلك استبدلت النجمتان في العلم المصري بصقر قريش ذو لون ذهبي وهو شعار هذا الاتحاد. وعلى القاعدة التي يرتكز عليها الصقر يُكتب "اتحاد الجمهوريات العربية"، مع السماح لكل دولة عضو بكتابة اسمها الرسمي أسفل اسم الاتحاد. وقد ضربت العملة بنفس الشعار وأصبح هو شعار وختم الدولة في كافة الأوراق والمعاملات الرسمية. وهو العلم الذي خاض الجيش المصري حرب 6 أكتوبر عام 1973 تحته، وارتفع على الضفة الشرقية لقناة السويس وعلى أرض سيناء بعد جلاء القوات الإسرائيلية منها.
في عام 1984 بعد تولي الرئيس محمد حسني مبارك حُكم مصر بثلاث سنوات؛ صُدر قانوناً بتغيير علم الاتحاد إلى العلم الوطني الحالي بحسب القانون 144 بعد أن صًدر القانون رقم 143 بنفس السنة بشأن انسحاب مصر رسمياً من الاتحاد. وقد اشتمل التغيير فقط بتبديل الشعار في المستطيل الأبيض ليكون نسر صلاح الدين بلون ذهبي بدلاً من صقر قريش.

0 التعليقات:

إرسال تعليق