بدأت حكايتها قبل مائة عام، لكن شباب النوبة أحياها في السنوات القليلة الماضية، عندما انتهى العمل في مشروع بناء متحف النوبة، حيث راودتهم أفكار تجذب السائح لأسوان، تنبع من عمق المجتمع والطبيعة الأسوانية التي تميزها الحياة النوبية عن غيرها من الأماكن السياحية الأخرى، فاستغلوا قرية غرب سهيل البيئية، التي تقع فوق سفح رملي غرب نهر النيل، بأقصى جنوب الوادي،
قرر النوبيون إظهار الحياة النوبية للسائح على طبيعتها بدلا من مشاهدته لثقافتها وملامحها، وأجواءها، داخل البيئة الباردة للمتحف، حيث الإضاءة خافتة في أرجائه، ومركزة على قطعة هنا وأخرى هناك، إبريق كان، أو جلباب نوبي، أو جرة، وما إلى ذلك، بإضاءة كفيلة بأن تصنع جدارا وهميا بين السائح وثقافة يسعى لرؤيتها.
ولدت سياحة البيت النوبي بقرية غرب سهيل على أيدي شباب القرية، الذين وضعوها على خريطة السياحة العالمية لتصبح مزارًا سياحيًا مهما، صيفًا وشتاءً؛ لما تضمه من مظاهر للحياة اليومية تجذب السائحين القادمين عبر النيل إلى القرية لقضاء وقت ممتع على الطريقة النوبية، تحت قباب بيوت ما زالت تحافظ على أصالة تراثها وناسها.
أُنشئت القرية منذ نحو مائة عام، عند بناء خزان أسوان القديم عام 1902، وتعليته الأولى عام 1912، عندما نزح كثير من المقيمين بالجزر الواقعة جنوب الخزان إلى تلك المنطقة، وفكرة تحويل القرية لمصنع وبيت نوبي، جاءت بعد افتتاح متحف النوبة، وبعد قيام بعض شباب القرية بالعمل في المتحف الذي يحكي الحياة النوبية بكل معطياتها، ومعظم أهلها من النوبيين وهم الأقدر على حكي تراثهم وعاداتهم على الطبيعة.
وبدأ الأهالي يعيدون بناء بيوتهم من جديد، ووضعوا خطة بدأت بـ16 بيتا لتكون مراكز إنتاج وتسويق الحرف البيئية والشعبية، بجانب أماكن لضيافة السائحين، واستكمالا لهذه الخطة، وصل عدد المنازل إلى حوالي 50 منزلا على النسق نفسه، مع إنشاء مرسى سياحي على النيل بطول 60 مترا، لاستيعاب الحركة السياحية الوافدة إلى القرية صيفا وشتاء.
تتميز قرية غرب سهيل ببيوتها التي لا تتعدى الخمسين بيتا، فمنها مصانع صغيرة أو ورش لتصنيع وتسويق الحرف البيئية والشعبية، بجانب أماكن لضيافة السائحين، جعلت القرية صديقة للسائح يجد فيها راحته النفسية التي تبث له شعورا بأنه واحد من أهل القرية .
يحرص السائحون على زيارة القرية في الشتاء والصيف رغم درجة الحرارة الشديدة، ويبدأ السائح يومه في القرية في السادسة صباحا وينتهي في الثامنة مساءً، عن طريق نهر النيل، بمراكب شراعية عند سفح رملي يسمى ‘‘بربر’’، وتكون في انتظاره قافلة جمال لنقله إلى داخل القرية، ليقضي يوما في البيوت النوبية، ويمكن للسائحين شراء المنتجات اليدوية، والاستمتاع بتجربة حية.
يجد السائح في غرب سهيل كل ما يتعلق بتراث النوبة القديمة، خاصة التماسيح التي تتم تربيتها في البيوت، ويقدم لها الأجانب الطعام بعد ترويضها، ومعظمها من الحجم الصغير والمتوسط، و يوجد بها أيضا الطعام النوبي خاصة الخبز ‘‘العيش الشمسي’’، الذي يُترك على سطح البيت ليختمر تحت أشعة الشمس، ويقدم مع الجبن والعسل الأسود للأجانب، بالإضافة إلى مشغولات الخوص المميزة ومشغولات الخرز والطواقي والملابس النوبية التقليدية مثل الجرجار، وهو عبارة عن جلابية خفيفة سوداء من قماش مفرغ به كسرات كثيرة، ويتم ارتدائها فوق جلابية ملونة، بالإضافة للنقش بالحناء من قبل نساء القرية.
أثناء مرورهم بشوارع القرية، يشعر الأجانب بأنهم يعيشون في النوبة القديمة التي قرأوا عنها في الأدب النوبي، ليجدوا الشمس وشاطئ النيل والوجوه السمراء، والبيوت الموجودة على المدرجات الجبلية ذات الفناء الداخلي وزخارفها الخارجية، مع رؤية المرأة النوبية التي تعمل دائما على تنظيف منزلها وما حوله، والمصاطب الموجودة أمام جميع البيوت التي تمتلئ بالرمال وتحرص النساء على تنظيفها وغربلتها حتى تبدو الرمال طازجة على الدوام .
أما شكل البيت النوبي بالقرية، فيعتمد معماره على الأقبية والأحواش السماوية المفتوحة، ويبنى بالطوب ‘‘الآجر’’، وهو متنفس الناس في الصيف، لذلك يعد بيت صحي تسطع داخله الشمس ويدخله الهواء، مما يلائم الأجانب خاصة في الصيف، وأهم ما يحرص عليه أهل القرية هو الحفاظ على التراث النوبي والعادات النوبية التي كانت موجودة في القرى القديمة قبل التهجير، والتي يتم الحرص على توريثها للأجيال خوفا من اندثارها، خاصة الألوان التي تكسو حياة أهالي القرية، سواء في زي الرجال أو حنة النساء أو لون الرمال والبيوت.
ترجع تسمية القرية إلى وقوعها غرب جزيرة سهيل، وهى الجزيرة المقدسة التي عبد فيها الإله ‘‘خنوم’’، وكان يُعتقد أنه الخالق وأن الجزيرة منبع النيل، كما ذكر المؤرخون عن الجزيرة أنها وُجدت في عهد الملك زوسر، الفرعون الثاني في الأسرة الفرعونية الثالثة بداية الدولة القديمة، الذي حكم مصر 29 عاما، حيث حدثت مجاعة لمدة سبع سنوات، ونصحه أحد كهنته بأن يقدم القرابين لخنوم، معبود الشلال، ولما قدم القرابين فاض النهر، واعتبرها المصريون القدماء بيت الإلهة ساتت، زوجة الإله خنوم.
كان للجزيرة أهمية عظمى وأصبحت مقدسة، حيث كل الملوك يتقربون للآلهة فيها، وينقشون على أحجارها حتى وصلت النقوش إلى 297 نقشا، وأصبح اسمها جزيرة الجبال المنقوشة لكل العصور، وكل حاكم كان يرسل نائبه إلى الجزيرة لاعتماد أوراقه وينقشها على الصخور، حيث أن هذه النقوش تُظهر أعمال النائب والسيرة الذاتية التي أوصلته إلى هذه المكانة.
قرر النوبيون إظهار الحياة النوبية للسائح على طبيعتها بدلا من مشاهدته لثقافتها وملامحها، وأجواءها، داخل البيئة الباردة للمتحف، حيث الإضاءة خافتة في أرجائه، ومركزة على قطعة هنا وأخرى هناك، إبريق كان، أو جلباب نوبي، أو جرة، وما إلى ذلك، بإضاءة كفيلة بأن تصنع جدارا وهميا بين السائح وثقافة يسعى لرؤيتها.
أُنشئت القرية منذ نحو مائة عام، عند بناء خزان أسوان القديم عام 1902، وتعليته الأولى عام 1912، عندما نزح كثير من المقيمين بالجزر الواقعة جنوب الخزان إلى تلك المنطقة، وفكرة تحويل القرية لمصنع وبيت نوبي، جاءت بعد افتتاح متحف النوبة، وبعد قيام بعض شباب القرية بالعمل في المتحف الذي يحكي الحياة النوبية بكل معطياتها، ومعظم أهلها من النوبيين وهم الأقدر على حكي تراثهم وعاداتهم على الطبيعة.
وبدأ الأهالي يعيدون بناء بيوتهم من جديد، ووضعوا خطة بدأت بـ16 بيتا لتكون مراكز إنتاج وتسويق الحرف البيئية والشعبية، بجانب أماكن لضيافة السائحين، واستكمالا لهذه الخطة، وصل عدد المنازل إلى حوالي 50 منزلا على النسق نفسه، مع إنشاء مرسى سياحي على النيل بطول 60 مترا، لاستيعاب الحركة السياحية الوافدة إلى القرية صيفا وشتاء.
تتميز قرية غرب سهيل ببيوتها التي لا تتعدى الخمسين بيتا، فمنها مصانع صغيرة أو ورش لتصنيع وتسويق الحرف البيئية والشعبية، بجانب أماكن لضيافة السائحين، جعلت القرية صديقة للسائح يجد فيها راحته النفسية التي تبث له شعورا بأنه واحد من أهل القرية .
يحرص السائحون على زيارة القرية في الشتاء والصيف رغم درجة الحرارة الشديدة، ويبدأ السائح يومه في القرية في السادسة صباحا وينتهي في الثامنة مساءً، عن طريق نهر النيل، بمراكب شراعية عند سفح رملي يسمى ‘‘بربر’’، وتكون في انتظاره قافلة جمال لنقله إلى داخل القرية، ليقضي يوما في البيوت النوبية، ويمكن للسائحين شراء المنتجات اليدوية، والاستمتاع بتجربة حية.
يجد السائح في غرب سهيل كل ما يتعلق بتراث النوبة القديمة، خاصة التماسيح التي تتم تربيتها في البيوت، ويقدم لها الأجانب الطعام بعد ترويضها، ومعظمها من الحجم الصغير والمتوسط، و يوجد بها أيضا الطعام النوبي خاصة الخبز ‘‘العيش الشمسي’’، الذي يُترك على سطح البيت ليختمر تحت أشعة الشمس، ويقدم مع الجبن والعسل الأسود للأجانب، بالإضافة إلى مشغولات الخوص المميزة ومشغولات الخرز والطواقي والملابس النوبية التقليدية مثل الجرجار، وهو عبارة عن جلابية خفيفة سوداء من قماش مفرغ به كسرات كثيرة، ويتم ارتدائها فوق جلابية ملونة، بالإضافة للنقش بالحناء من قبل نساء القرية.
أثناء مرورهم بشوارع القرية، يشعر الأجانب بأنهم يعيشون في النوبة القديمة التي قرأوا عنها في الأدب النوبي، ليجدوا الشمس وشاطئ النيل والوجوه السمراء، والبيوت الموجودة على المدرجات الجبلية ذات الفناء الداخلي وزخارفها الخارجية، مع رؤية المرأة النوبية التي تعمل دائما على تنظيف منزلها وما حوله، والمصاطب الموجودة أمام جميع البيوت التي تمتلئ بالرمال وتحرص النساء على تنظيفها وغربلتها حتى تبدو الرمال طازجة على الدوام .
أما شكل البيت النوبي بالقرية، فيعتمد معماره على الأقبية والأحواش السماوية المفتوحة، ويبنى بالطوب ‘‘الآجر’’، وهو متنفس الناس في الصيف، لذلك يعد بيت صحي تسطع داخله الشمس ويدخله الهواء، مما يلائم الأجانب خاصة في الصيف، وأهم ما يحرص عليه أهل القرية هو الحفاظ على التراث النوبي والعادات النوبية التي كانت موجودة في القرى القديمة قبل التهجير، والتي يتم الحرص على توريثها للأجيال خوفا من اندثارها، خاصة الألوان التي تكسو حياة أهالي القرية، سواء في زي الرجال أو حنة النساء أو لون الرمال والبيوت.
ترجع تسمية القرية إلى وقوعها غرب جزيرة سهيل، وهى الجزيرة المقدسة التي عبد فيها الإله ‘‘خنوم’’، وكان يُعتقد أنه الخالق وأن الجزيرة منبع النيل، كما ذكر المؤرخون عن الجزيرة أنها وُجدت في عهد الملك زوسر، الفرعون الثاني في الأسرة الفرعونية الثالثة بداية الدولة القديمة، الذي حكم مصر 29 عاما، حيث حدثت مجاعة لمدة سبع سنوات، ونصحه أحد كهنته بأن يقدم القرابين لخنوم، معبود الشلال، ولما قدم القرابين فاض النهر، واعتبرها المصريون القدماء بيت الإلهة ساتت، زوجة الإله خنوم.
كان للجزيرة أهمية عظمى وأصبحت مقدسة، حيث كل الملوك يتقربون للآلهة فيها، وينقشون على أحجارها حتى وصلت النقوش إلى 297 نقشا، وأصبح اسمها جزيرة الجبال المنقوشة لكل العصور، وكل حاكم كان يرسل نائبه إلى الجزيرة لاعتماد أوراقه وينقشها على الصخور، حيث أن هذه النقوش تُظهر أعمال النائب والسيرة الذاتية التي أوصلته إلى هذه المكانة.
المصدر مؤسسة المندرة للإعلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق