عرفانا بالدور الخالد الذي لعبته سيدة الغناء العربي أم كلثوم في إثراء الوجدان المصري والعربي، وتقديراً لفنها الأصيل، وسلوكها القومي والإنساني النبيل، وحرصاً على تراثها القيم، الشخصي والعام، ورغبة في أن يتواصل هذا التراث، فناً وسيرة، مع الأجيال القادمة واللاحقة. رأت وزارة الثقافة أن تقيم متحفاً يليق بعطائها. يحمل اسمها الخالد، ليصبح منارة إشعاع فنية وثقافية. تفيض بعطائها الإبداعي الخلاق.
وقد بدأ العمل لتجهيز وإقامة المتحف في آخر إبريل عام 1998.
المـتـحـف و الـمـكـان
وقع الاختيار على منطقة الروضة، على النيل، لإقامة المتحف، حيث تقرر أن يشغل أحد المباني الملحقة بقصر المانسترلي، على مساحة قدرها 250 متراً.
هذه المنطقة تقع في نهاية جزيرة الروضة، الركن الجنوبي الغربي منها، وهي معروفة باسم منطقة (المقياس) لوجود مقياس النيل الشهير بها، حيث يجتذب السياح الأجانب والرواد المصريين. أما قصر المانسترلي، والمتحف ملحق بأحد مبانيه، فهو أثر تاريخي هام، وتحفة معمارية أصيلة تبلغ مساحته 1000 م2 بناه صاحبه (حسن فؤاد باشا المانسترلي) عام 1851م وقد كان (كتخدا) مصر في عهد عباس حلمي الأول. (الفترة من 1850 – 1854م) وكان محافظاً للقاهرة عام 1854 ووزيراً للداخلية عام 1857 وتوفى ودفن بالقاهرة عام 1859.
ضمن هذه المنظومة المعمارية الأثرية، الثرية فناً وتاريخاً، يقام متحف أم كلثوم ملحقاً بها
المتحف ومحتواه
تشكلت أول لجنة للبحث واستلام مقتنيات السيدة أم كلثوم بتاريخ 8/5/1998، منذ ذلك التاريخ والعمل قائماً على قدم وساق لجمع مقتنيات أم كلثوم وآثارها العامة والخاصة، وقد قطعت في ذلك شوطاً كبيراً. وحصلت من ذويها ومحبيها على مقتنيات قيمة وثمينة، تثري المتحف وتعكس، ليس ثقافة وذوق أم كلثوم فحسب، بل تطرح رؤية ثقافية فنية لقرن من الفن والثقافة. وما زالت اللجنة تواصل بحثها وجمعها للفريد الثمين من هذه المقتنيات. وتجوب أنحاء الدلتا ومصر ولا تبخل بجهد في الحصول عليها. تحت إشراف صندوق التنمية الثقافية.
من هذه المقتنيات ما هو شخصي (ملابس / اكسسوارات / حقائب / أحذية / أدوات خاصة) فني (عود / نوت موسيقية / تسجيلات نادرة / أفلام ... إلخ) وثائقي (خطابات بين الراحلة ورجالات عصرها من سياسيين وقادة وشخصيات عامة / صور نادرة / كتابات خطية / أوراق مذكرات... إلخ) فضلاً عن مجموعة نادرة من الأوسمة والنياشين من الحكومات العربية وبراءات منحها... ووثائق أخرى للعديد من الشخصيات الفنية التي أسهمت بشكل مؤثر وهام في حياة أم كلثوم
وصـف المـتـحف
قاعة رئيسية :
تحتوى على (8) فاترينات تضم : المقتنيات الشخصية والأوسمة والنياشين بالإضافة إلى (5) جداريات للصور النادرة الخاصة بكوكب الشرق بطريقة «الكولاج» بالإضافة إلى نوت موسيقية وأشعار مكتوبة بخط عدد من الشعراء لأهم أغنيات السيدة أم كلثوم - و خطابات متبادلة بين الراحلة ورجالات عصرها من السياسيين والقادة والشخصيات العامة - أوراق ومذكرات خاصة .
قاعة السينما :
يعرض فى هذه القاعة فيلم تسجيلى لأم كلثوم من إنتاج صندوق التنمية الثقافية يتضمن مقتطفات من قصة حياتها بالإضافة إلى أجزاء من أفلامها الستة وحفلاتها فى مصر والوطن العربى ويختتم بجنازة أم كلثوم ومدة هذا الفيلم 26 دقيقة. وهو مترجم باللغتين الإنجليزية والفرنسية
قاعة المكتبة السمع بصرية:
تضم 5 أجهزة كمبيوتر يتم من خلالها استعراض لجميع أغانيها وصور حفلاتها ورحلاتها الخارجية والداخلية وأفلامها بالإضافة إلى سجل كامل يحوى كل ما كتبته الصحافة العربية عن أم كلثوم منذ عام 1924 وحتى عام 2000م .
قاعة البانوراما:
يعرض فى هذه القاعة مجموعة صور للمراحل العمرية لأم كلثوم خلال حياتها وصور لأفلامها ومجموعة صور مع الفنانين والمطربين وصور مع رؤساء الدول العربية ويصاحب هذه الصور موسيقى للفنان راجح داود. ومدة هذه البانوراما 10 دقائق.
فيلم تسجيلي:
يعرض من خلال شاشة سينمائية فيلم تسجيلى صامت عن أم كلثوم يستعرض حفلاتها فى مصر والوطن العربى وهو بمثابة واجهة لكل زوار متحف أم كلثوم.ومدة هذا الفيلم 15 دقيقة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق