تعتبر محمية الدندر من أقدم المحميات في الجزء الشمالي من السودان والتي تأسست في عام 1935م بعد مؤتمر لندن عن الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض وتزامن ذلك مع إعلان بعض الحظائر وتعد محمية الدندر الملاذ الأخير للسودان والعالم.
و تصنف السياحة والحياة البرية في مقدمة أهم عشر سلع صادر في العالم وأضحت السياحة صناعة متميزة وتتصدر قائمة السلع المطلوبة عالمياً حيث تحتل المركز الأول عالمياً بدخل إجمالي يصل إلى 532 مليار دولار على حسب دراسات صندوق النقد الدولي..
وتعد محمية الدندر من المحميات ذات الميزة البيئية والسياحية والعلمية الهامة في السودان بل العالم إضافة إلى التنوع البيئي والإحيائي وتضم محمية الدندر 270 نوعاً من الطيور النادرة المستوطنة والمهاجرة إضافة إلى التنوع في الثديات الكبيرة مثل الأسود والنمور والصيد بأنواعه.
واكتسبت محمية الدندر شهرة عالمية كبيرة مما انعكس إيجاباً على قوافل السياح وعلماء البيئة من شتى بقاع العالم على المحمية وتشكل محمية الدندر إحدى الثروات الباطنة المتجددة التي لها أبعادها الاقتصادية وهي إحدى محميتين أعلنتا ضمن محميات منظمة اليونسكو للمحيط الحيوي.
توافد السياح العرب والأجانب وحدوث هجرة سياحية عكسية للسواح جعل محمية الدندر مقصدا سياحيا بدلاً عن الدول الأفريقية التي تشهد اضطرابات أمنية. وتبقى هذه الإمكانيات والموارد شبه حبيسة تنتظر الانطلاق لتحديد وتحقيق النهضة الاقتصادية. واستطاعت السياحة أن تفي بالنهضة الاقتصادية المستدامة في كثير من بلاد العالم وأن تشكل أساساً لتطوير القطاعات الاقتصادية.
الفائدة التي جنتها الدول المتقدمة من السياحة وظلت الدول تحرص على رعايتها ودعمها كيف لا وقد حققت السياحة لبعض الدول مواقع القيادة ومكنتها من التأثير على إرادة الدول والشعوب.
على الدولة أن توفر الإرادة السياسية نحو السياحة ويستوجب هذا جهداً كبيراً على المستويين الرسمي والشعبي وأن السياحة تعد رسالة هامة وما زيارة وفد سباق الدراجات العالمي التاسع والذي يمثل حوالي 90 دولة أوروبية أفريقية واسترالية وأمريكية الذي انطلق من مدينة تورنتو بكندا مروراً بالعاصمة المصرية القاهرة ثم السودان ليمر بعشر دول أفريقية وينتهي السباق في منتصف مايو المقبل بمدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا زار هذا الكم الهائل من السواح محمية الدندر وتمول هذه التظاهرة وترعاها أكبر شركة سياحة كندية على مستوى العالم وزارت هذه الوفود محمية الدندر وغادر الوفد محمية الدندر إلى الجارة أثيوبيا وتحدثوا عبر الحوارات بأن الدندر تعد من أعظم المناطق السياحية على مستوى العالم وغادر الوفد ويحمل بداخله العديد من الذكريات الجميلة عن السودان وشعبه وقيمه السمحة. وعكس وجه السودان المشرق ترى كم من العملات الصعبة صرفها الوفد والكم الهائل في هذه الزيارة وأكد الزوار أنهم وقفوا بأنفسهم على الأمن والأمان في السودان وأن هذه الزيارة ضحدت الأكاذيب والشائعات التي تروجها الفضائيات ضد السودان هذه التظاهرة رسالة قوية للعالم بأن السودان يبعث في القلب سكينة وأمناً وطمأنينة ليعبر السودان مسافات بعيدة لمزيد من التطور.
التقت قبالة نهر الدندر الفياض ومنطقة تلقو رئاسة السياحة بمحمية الدندر والتي تبعد حوالي 170كيلو متراً من حاضرة ولاية سنار سنجة بالسيد معمر عبد الحميد مدير شركة تايقر لاند سفاري العاملة في مجال السياحة بمحمية الدندر والذي أجاب على أسئلة وقال حققنا في شركة تايقر لاند نقلة نوعية في مجال النزل السياحية والخدمات السياحية وتكون أكثر جاذبية للسواح والحياة البرية وتشكل مناخاً جاذباً للسواح وحيوانات فصائل الكواسر مثل الأسود والنمور.
وأشار إلى أن الشركة تقوم بمجهودات كبيرة بالتعاون مع إدارة السياحة الاتحادية وشرطة محمية الدندر مثل المنطقة الإرشادية عند مدخل المحمية منطقة السنيط ويستفيد السواح من المنطقة معرفة اتجاهات وأسماء المناطق السياحية التي يزورها السائح وتم تزويد هذه المنطقة بوسائل الحركة والاتصالات وسيارات الصيد والمشاهدة مجهزة بأحدث الوسائل الحديثة وأجهزة GBS والمناظير بعيدة المدى إضافة إلى صالة كبار الزوار بمنطقة تلقو وتعد العدة هذه الأيام في إنشاء نزل سياحية حديثة متحركة وبمواصفات عالمية وذلك للارتقاء بالسياحة باعتبارها مورداً اقتصادياً هاماً يساهم في دعم الاقتصاد الوطني.
أيضاً تصاحب السياحة هذا العام بالمحمية معارض للفلكور الشعبي ورواكيب شعب الإبداع والتراث الشعبي بالمنطقة إضافة للمتحف الحديث الذي أعدته شرطة الحياة البرية داخل منطقة تلقو إضافة إلى إعداد نزل سياحية لطلاب الدراسات الطبيعية والبيئية لطلاب الجامعات من داخل وخارج السودان بصورة عامة وتهيئة البيئة للطلاب ووضع مزايا للباحثين.
أيضاً يجري العمل على إدخال عددٍ من أنواع السياحة الثقافية والدينية والروحية وسياحة الترويج ورجال الأعمال والسياحة العلاجية والاستفادة من مياه نهر الدندر والميوع لتطوير سياحة الغطس.
وختاماً تبقى أن نشير إلى أن تنفيذ هذا الجهد سيحدث نقلة نوعية كبرى في تطور السودان الاقتصادي وبذات القدر ندرك أن تنفيذ هذا الجهد على أرض الواقع يشكل تحدياً يستوجب توفر الإرادة السياسية ورفع الهمم وتعبئة طاقات الأمة.
ومن هذا الجانب لا بد من الإشادة بالمهندس أحمد عباس والي ولاية سنار هذا الرجل يحمل فكراً استثمارياً كبيراً ويشجع رأس المال الوطني والأجنبي للدخول في الاستثمار ويعطي الاستثمار أولوية ومزايا عديدة وحوافز جاذبة مما أدى إلى توافد رأس المال الوطني والأجنبي في الدخول في الاستثمار الاقتصادي والسياحي مثل مشروع الري المحوري في الدندر وصناعة السكر في السوكي والرماش كل هذه الاستثمارات سوف تحدث نقلة نوعية كبرى في هذه الولاية سنار ذات الإمكانيات الهائلة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق